كأس العالم 2034- محرك للإبداع وفرص عمل واعدة في السعودية

المؤلف: عبده خال10.27.2025
كأس العالم 2034- محرك للإبداع وفرص عمل واعدة في السعودية

تبدو ملامح الغد المشرق واضحة جلية، تتجسد في الأحاديث المتناثرة حول استضافة المملكة العربية السعودية لكأس العالم 2034. الحماسة تملأ الأجواء، والخطط الطموحة قيد التنفيذ منذ اللحظة التي أُعلن فيها هذا الحدث التاريخي. وفي حوار مفعم بالرؤى مع صحيفة «الشرق الأوسط»، قدم الدكتور أحمد اليماني، الرئيس التنفيذي لشركة «تكامل»، تصوراً واعداً لمستقبل سوق العمل في المملكة، في ظل هذا العرس الكروي المنتظر. الأمر الذي أثار اهتمامي العميق هو تأكيده على أن هذا الحدث الرياضي العالمي ليس مجرد بطولة عابرة، بل هو محفز قوي لإطلاق الطاقات الكامنة والإبداعات السعودية، وخلق فرص عمل لا تحصى، وهذا ما أوافقه عليه بكل جوارحي.

وأشار اليماني إلى أن الآثار الإيجابية للنمو الاقتصادي الرياضي بدأت تلوح في الأفق، مستنداً إلى إحصائيات دامغة. ففي عام 2020 وحده، استحدث القطاع الرياضي أكثر من 14 ألف وظيفة، وجلب ما يقارب 10 ملايين دولار من عائدات بيع التذاكر والإنفاق السياحي. هذه الأرقام في ازدياد مضطرد، خاصة مع اقتراب كأس العالم الذي سيضاعف الطلب على الأيدي العاملة حتى عام 2034 وما بعدها. هذا ما صرح به اليماني، وهو ما أؤمن به بشدة، فاستضافة فعالية بهذا الحجم سيحرك بكل تأكيد عجلة الاقتصاد ويثمر عن فرص وظيفية للشباب السعودي الطموح.

وتناول اليماني أيضاً التنوع الهائل في الفرص الوظيفية التي ستنبثق عن هذا الحدث الكوني، ليس فقط خلال فترة المنافسات، بل قبلها وبعدها على حد سواء. إذ ستظهر فرص واعدة في قطاعات حيوية كالقطاع السياحي والخدمات اللوجستية والضيافة وتقنية المعلومات وإدارة الفعاليات. وهنا يتبادر إلى ذهني مثال أولمبياد الصين 2008 الذي ذكره اليماني، والذي أفضى إلى إيجاد ما يقارب مليوني وظيفة. وأرى أن المملكة تسير على الدرب ذاته، بل ستضيف بعداً فريداً من نوعه مع التركيز على مجالات الذكاء الاصطناعي والأتمتة.

وما أدهشني أيضاً في حديث اليماني هو الربط الذكي بين كرة القدم وازدهار الألعاب الإلكترونية، وكيف أن هذا التلازم أوجد صناعات جديدة وفرصاً اقتصادية ووظيفية ضخمة. هذه رؤية استشرافية نافذة تُظهر كيف يمكن أن تسهم الرياضة في تحفيز الابتكار في مجالات غير مألوفة. وهذا ما يرسخ أهمية دعم الابتكار في المملكة، كما أورد اليماني.

ولم يغفل اليماني البعد الاجتماعي والثقافي للرياضة، حيث شدد على دورها المحوري في تعزيز الروح الرياضية وغرس القيم النبيلة في نفوس الأجيال الشابة. وهذا جانب بالغ الأهمية، فالرياضة تغرس قيم التنافس الشريف والعمل الجاد والتعامل مع الفوز والخسارة بروح رياضية عالية، وهي قيم تفيد الشباب في شتى مناحي حياتهم.

وفي ختام حديثه القيّم، أوضح اليماني كيف تساهم «تكامل» في تطوير القطاعات الناشئة من خلال منصة «قوى»، التي تُعد سوق عمل رقمية متطورة بكل المقاييس. هذه المنصة تسهل التواصل الفعال بين الشركات والباحثين عن عمل، وتوفر بيانات آنية حول فرص العمل المتاحة. وأرى أن «قوى» ستلعب دوراً محورياً في ضمان كفاءة سوق العمل خلال فترة كأس العالم وما بعدها.

بإيجاز، يقدم حديث الدكتور أحمد اليماني رؤية شاملة ومفعمة بالأمل لمستقبل سوق العمل في المملكة. وبصفتي كاتباً، أؤيد هذه الرؤية الطموحة، وأتطلع إلى تحقيق النجاحات المنشودة بكل حماس وتفاؤل.

سياسة الخصوصية

© 2025 جميع الحقوق محفوظة